هالة سرحان تدعم منع المنجمين في الإعلام المصري: كيف
حارب فيلم الخالة نوسة الدجل؟
قسم: أخبار الفن العربية
في خطوة أثارت تفاعلاً
واسعاً في الأوساط الثقافية والإعلامية، تصدرت الإعلامية الكبيرة هالة سرحان محركات البحث ومنصات التواصل
الاجتماعي عقب تعليقها على القرار الجريء الذي اتخذته الهيئة الوطنية للإعلام في مصر. القرار، الذي يقضي بمنع ظهور
المنجمين والعرافين على كافة الشاشات والمنصات التابعة للدولة، لم يكن مجرد إجراء
إداري، بل مثل نقطة تحول في صراع طويل بين "التنوير" و"الخرافة".
 |
| هالة سرحان تدعم منع المنجمين في الإعلام المصري: كيف حارب فيلم الخالة نوسة الدجل؟ |
هالة سرحان تدعم منع المنجمين في الإعلام المصري: كيف حارب فيلم الخالة نوسة الدجل؟
قرار الهيئة الوطنية للإعلام انتصار للعقل والمنطق
أعلن الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عن استمرار وتفعيل
سياسة الحظر التام لاستضافة أي شخصيات تدعي معرفة الغيب، سواء تحت مسمى "منجمين"،
"عرافين"، أو "خبراء أبراج"، وذلك عبر جميع القنوات
التليفزيونية والإذاعات المصرية، والمواقع الإلكترونية، وحتى مجلة الإذاعة
والتليفزيون.
- يأتي هذا القرار في وقت
حساس، حيث أكد المسلماني أن الهدف هو حماية العقل المصري من "تسفيه المعرفة"
وإهانة المنطق. ودعا رئيس الهيئة البديل الحقيقي لهذه الظواهر، وهو الاستعانة بـ العلماء والأكاديميين والمثقفين لاستقراء المستقبل بناءً على معطيات
علم السياسة، والبحث العلمي، والمنطق، بدلاً من الاعتماد على توقعات عشوائية تفتقر
لأي سند واقعي.
هالة سرحان والرد على "فخ"
الخالة نوسة
من جانبها، سارعت
الإعلامية هالة سرحان إلى تثمين هذا القرار، واصفة إياه بالخطوة الضرورية لرفع وعي
الجمهور. ومع انتشار الخبر، حاول بعض المتابعين استرجاع ذكريات السينما المصرية،
وتحديداً شخصية
"الخالة نوسة" التي
ظهرت في فيلم "يا أنا يا خالتي"، حيث شاركت هالة سرحان بشخصيتها
الحقيقية في مشهد مع بطل الفيلم محمد هنيدي.
- ردت هالة سرحان بذكاء
إعلامي معهود، موضحة أن ظهورها في الفيلم كان يخدم هدفاً نبيلاً، وهو السخرية من الدجل.
وأكدت أن فيلم "الخالة نوسة" هو عمل خيالي
كوميدي في ظاهره، لكنه عميق في مضمونه؛ إذ كان يهدف صراحة إلى محاربة الدجل
والشعوذة وكشف ألاعيب الدخلاء الذين يستغلون حاجة الناس وبساطتهم بادعاء تسخير
الجن.
لماذا يعد منع المنجمين
ضرورة وطنية في الوقت الحالي؟
إن انتشار ظاهرة المنجمين
على الشاشات في السنوات الأخيرة لم يكن مجرد وسيلة للترفيه، بل تحول إلى خطر
اجتماعي يهدد استقرار الأسر ويبث حالة من التواكل. إليك أسباب أهمية هذا القرار من
الناحية الاجتماعية والإعلامية:
- تعزيز الوعي العلمي:
عندما يتم استبدال "العراف" بـ "باحث
سياسي" أو "عالم اقتصاد"، ينتقل المشاهد من منطقة التكهن إلى
منطقة التحليل المبني على الأرقام والوقائع.
- محاربة النصب والاحتيال:
يرتبط الدجل والشعوذة غالباً بعمليات نصب كبرى
تستهدف الفئات الأكثر احتياجاً أو الأقل تعليماً، ومنع المنصات الرسمية
لهؤلاء يقطع عليهم الطريق للوصول لضحايا جدد.
- الارتقاء بالذوق الإعلامي:
الإعلام هو مرآة المجتمع، وتقديم "الخرافة"
كوجبة أساسية في برامج "التوك شو" يقلل من قيمة الرسالة الإعلامية
الرصينة.
دور
السينما والدراما في محاربة الخرافة
لم تكن هالة سرحان الوحيدة
التي وظفت الفن لمحاربة الشعوذة؛ فالسينما المصرية لها تاريخ طويل في هذا الصدد. فيلم "يا أنا يا خالتي" قدم
نموذجاً للمحتال الذي يرتدي قناع "الخالة نوسة" ليقنع الناس بقدرات
خارقة، وفي النهاية ينكشف زيفه. هذا النوع من الأعمال -كما ذكرت سرحان- لا يروج
للدجل، بل يستخدم "الكوميديا السوداء" كمرآة تعكس قبح هذه الظواهر.
أحمد المسلماني واستراتيجية
"إعلاء العلم"
في تصريحاته، لم يكتفِ
أحمد المسلماني بالمنع فقط، بل قدم "روشتة" لإعلام بديل. شدد على أن
واجب وسائل الإعلام هو تعظيم قيمة العلم، ودعوة الجمهور للتفكير بطريقة منهجية. وأشار إلى
أن المستقبل لا يُقرأ في الفنجان أو عبر حركة الكواكب، بل يُصنع في المعامل،
ومراكز الأبحاث، وطاولات التخطيط الاستراتيجي.
أصداء القرار في الشارع
المصري
استقبل الجمهور المصري
القرار بمزيج من الترحيب والإشادة، خاصة وأن الشاشات كانت تكتظ في نهايات كل عام
ميلادي بماراثون من التوقعات التي لا يتحقق منها شيء، بل كانت تثير القلق والتوتر
أحياناً بتوقعات حول كوارث أو أحداث مأساوية لا تستند لأي أساس علمي.
الخاتمة نحو إعلام يبني
ولا يهدم
إن دعم هالة سرحان لقرار
الهيئة الوطنية للإعلام يعكس تلاحماً بين جيل الرواد في الإعلام وبين القرارات
التصحيحية التي تهدف إلى حماية العقل الجمعي. إن "الخالة نوسة" ستبقى
مجرد شخصية كاريكاتورية نضحك عليها في السينما لنتعلم منها كيف نحذر من المحتالين،
بينما تظل منصات الإعلام مكاناً مقدساً للحقائق، والمنطق، والبحث العلمي الجاد.
- بهذا القرار، تخطو مصر
خطوة واسعة نحو تطهير الفضاء العام من الخرافات، وتفتح الباب أمام جيل جديد من
البرامج التي تحترم ذكاء المشاهد وتدفعه نحو التفكير الإبداعي والواقعي لبناء
مستقبل أفضل.