لن أمثِّل دور جاسوسة لصالح إسرائيل


بعد إطلالتها في الموسم الماضي بأحد أهم الأدوار في حياتها المهنية وهو دور "كليوباترا"، تشارك الفنانة السورية، سلاف فواخرجي، بقوة في الموسم الرمضاني الحالي في الدراما السورية، حيث تؤدي دورين مختلفين تماماً، وبعملين مهمين، حيث تؤدي "ريتا" في مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يروي حياة الشاعر العربي الكبير الراحل، محمود درويش، كما تشارك مع المخرجة رشا شربتجي في "الولادة من الخاصرة". وفي حوار خاص مع "إيلاف" تحدثت سلاف عن أعمالها

بدايةً حدثينا عن شخصياتك في هذا الموسم؟ أجسد شخصية "ريتا" التي كان لها حضورها الخاص في حياة الشاعر الكبير، محمود درويش، وفي مسلسل "الولادة من الخاصرة" للكاتب سامر رضوان، والمخرجة رشا شربتجي، أجسد شخصية الشاعرة والكاتبة "سماهر" التي تتعرض للتعذيب والعنف على يد زوجها المتصرف وصاحب السلطة الكبيرة، الذي يستغل سلطته أبشع استغلال.

ما الذي جذبك في شخصية "ريتا" وبالتالي الموافقة على العمل؟ تجسيد هذه الشخصية مسؤولية كبيرة جداً خصوصًا أن "ريتا" كان لها حضورها الخاص في حياة الشاعر الكبير، محمود درويش، وكذلك في ذاكرة الجمهور، كما أن درويش كتب قصيدة خاصة بها ولحنها وغناها الفنان الكبير مارسيل خليفة وهو الفنان الذي أحبه منذ الصغر.

وأهم نقطة بالنسبة لي هو التواجد مع الفنان، فراس إبراهيم، الذي كان شريك نجاح لي في أهم عمل درامي في مسيرتي وهو "أسمهان"، وكان حقه علي كبيراً، وعلى الرغم من أن دور "ريتا" قصير ويشبه الضيفة على العمل، لكني وافقت للتواجد مع الفنان فراس.

وأين اقتربت الشخصية وابتعدت عن حياة فواخرجي، ما هي تقاطعاتها مع حياتك ؟ لا توجد الكثير من التقاطعات مع حياتي الخاصة، إلا أنه يمكن القول إنني أحببت الشخصية منذ لحظة قراءتها، كونها موجودة بذاكرتنا ووجداننا في أغنية للفنان مارسيل خليفة عن قصيدة لمحمود درويش وهي نقطة أعتبرها أساسية، وأنا انتقيت الدور لقرب الشخصية مني، فهي غير مبهمة ولدت في حيفا ودرست علم اللغات وتتقن العربية وتتكلمها بلكنة عبرية ببعض الأحرف، والأهم هو تبنيها للقضية الفلسطينية وحقوقها ضد الصهيونية، وهذا كفيل بأن يشبهني الدور ويتقاطع معي ويهمني أن يتعرف الجمهور العربي إلى "ريتا" الإنسانة لا اليهودية. صرح كاتب مصري أنه يرشحك في مسلسله لدور جاسوسة فلسطينية لصالح إسرائيل هل تقبلين بهذا الدور؟ بصراحة أنا قرأت الخبر في الجرائد، ومن الواضح أن الكاتب يرشحني لإيمانه بقدراتي التمثيلية، ولكن في الحقيقة أنا لا أعرفه، ولا يجب الحكم على مجرد التصريحات الإعلامية، ولكني أؤكد لك أنه سبق وعرض علي دور جاسوسة لصالح إسرائيل ورفضته، لأني فكرت للحظة أنني لن أتقنه كوني لا أستطيع التفاعل مع هكذا دور، ولا تبني المواقف والأفكار والمفردات التي ستطرح، ولإحساسي ببعض التأثير على شريحة معينة من الشباب، لذا عندي من المسؤولية تجاه الأدوار التي من المفترض تأديتها، وكممثلة يجب تقديم الأدوار بمنتهى الصدق.

هل معنى ذلك أنك ترفضين عمل الأدوار البعيدة عن شخصيتك؟ لا ليس هذا المقصود، أنا أتمنى وأستمتع بالعمل على الشخصيات البعيدة عني، ولكن في هذه النقطة بالتحديد لن أوافق، ولو لم تكن "ريتا" مع قضية فلسطين وضد الصهيونية لم أكن لأمثلها. ومسلسلك الثاني هذا الموسم "الولادة من الخاصرة"؟ أجسد دورًا مختلفًا في مسلسل "الولادة من الخاصرة"، للكاتب سامر رضوان، والمخرجة رشا شربتجي، حيث أجسد شخصية الشاعرة والكاتبة "سماهر" التي تتعرض للتعذيب والعنف على يد زوجها المتصرف وصاحب السلطة الكبيرة الذي يستغل سلطته أبشع استغلال. وبالمجمل العمل جميل ومتكامل،ونصه جيد، فيه الكثير من الجرأة والتكامل، وشخصية "سماهر" التي تكافح للحصول على حقوقها وإنصاف نفسها والآخرين من ظلم زوجها المتسلط أغرتني، خصوصًا أنها احتاجت لبذل جهود مضاعفة نتيجة الحالات الكثيرة النفسية والإنسانية والواقعية التي تعيشها الشخصية. العمل يصنف من الأعمال الجريئة هذا الموسم؟ هناك جرأة فكرية وهي في تقديري أهم بكثير من الجرأة المشهدية، وأعتقد أن "الولادة من الخاصرة"، كنص هو أفضل بكثير من الأعمال التي تصنف بأنها جريئة. إذا ما استمر الحال بمشاكل التسويق وقرر المنتجون تخفيض الأجور الموسم المقبل؟ هل ستجاملين بتخفيض أجرك كما فعلت مع الدراما المصرية؟ أولا أنا لم أجامل في مصر فالمجاملة نوع من الكذب، وفي مصر كان من واجبي تجاههم، وعندما قررت تخفيض أجري في مصر كانت الدراما هناك تمر بأزمة، ومصر بالنسبة لي بلد عربي شقيق وأحبها ولها فضل كبير علي، وعند التوقيع معهم على العقد أعطوني المبلغ الذي طلبته من دون مساومة، وبالتالي لا يجب أن أبخل عليهم أثناء الأزمات. ولا أعتقد أن تستمر مقاطعة الدراما السورية، ولكني أؤكد أن ما يطلب مني تجاه بلدي فأنا على أتم الاستعداد، وربما أنا أقف عند مسألة الأجور في بعض اللحظات لأن الفنان له قيمته، وتعب الممثل يجب أن يقدر، وفي بعض الأعمال أنا اعتذرت عنها بسبب الأجور، ولكن عندما يتعلق الأمر بموقف تجاه بلدي بالطبع لن أبخل. تصورين حالياً فيلما سينمائيا "هوى" مع المخرجة واحة الراهب؟ الفيلم بتوقعاتي سيكون جماهيرياً وليس كما تعودنا على الأفلام السورية بأنها للمهرجانات فقط، وخصوصية الفيلم هو الدخول بتفاصيل المرأة بشكل كبير جداً، وأنا أقدم شخصية "أمل" وهي نموذج عن حالات الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تجعلها تغرق بالجو، ونموذج تجريد للأنثى والمرأة في مجتمعاتنا وكونها مطلقة تكون مباحة للجميع، وهذه النظرة الاجتماعية تغرقها بالخطأ أكثر، وفي كل مرة تهرب فيها تواجه صعوبات أكبر وهجوما أخطر على حياتها. والفيلم عن رواية بالعنوان نفسه للكاتبة هيفاء بيطار، وتناقش مفهوم الحرية، الخلطة السحرية بين الروح والفكر، كون مجتمعنا مبنيا على أن كل شخص يعتبر نفسه وصيا على الآخرين. والفيلم يناقش موضوع تقييد الحرية الفكرية، والممنوعات التي ورثها المجتمع القديم، وليس السلطة، فالتعامل مع المطلقة لا علاقة للحكومة بها مثلاً. وهل سنجد في الفيلم حلولاً وأجوبة عن مفهوم الحرية؟ أنا دائمًا مع طرح الأسئلة في الأعمال الفنية، والفيلم يطرح مجموعة من الأسئلة ومهمة الفن، هي إيجاد الحالة التي ينبغي أن نعيشها في حياتنا، ولا يوجد في الحياة جواب قاطع بالنهاية. برأي سلاف فواخرجي ما هي الحرية؟ الحرية هي مفهوم نسبي، وربما بعض الناس تعتبر حريتها باللباس مثلاً، أو تعتقد بالإباحية في الكلام، أو ربما تعتبره أشياء أخرى كونه مفهوما نسبيا، ولكن الحرية ينبغي النظر إليها بنظرة أعم وأشمل لها علاقة بطريقة التفكير والروح أي كيفية التعايش والتعامل مع الآخرين।

الحرية شيء أكبر وبالنسبة لي هي نظام واحترام والحرية أن تقول رأيك، ولكن مع اقترانها بالفكرة والتعامل مع الآخر لأن الحرية هي واجبات وليس فقط حقوق.
بالنهاية ما هي حدود الموافقة والرفض عند سلاف سواء بالدراما أو في السينما ؟ الأهم هو أن يكون العمل شيقاً ومكتوبا بسيناريو محكم وجيد، لأن النص هو الأساس الذي يحرك عاطفتي وخيالي ويحرك مشاعري، وحين أعرف ما يمكنني إضافته للدور أوافق فوراً، وهناك بعض الأمور الأخرى كاسم المخرج وشركة الإنتاج لأن العمل الفني هو مجموع عناصر متكاملة بالنهاية.

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم

ظ†ظ…ظˆط°ط¬ ط§ظ„ط§طھطµط§ظ„