منـى زكـي "طالق"


تصنيف نجمات السينما الذي حمله النقاد على عاتقهم، تسبب في هجوم الجماهير على بعضهن، وفي تمرد عدد من النجمات على أدوارهن، خصوصا النجمة "منى زكي" التي رفضت حصر نفسها في بوتقة الفتاة الرقيقة الوديعة التي لا تثير الشغب. وفاجأت منى زكي الجماهير بقدرتها على تجسيد الجرأة، عندما شاركت النجم الشاب "كريم عبد العزيز" في فيلم "أبو علي".

وكان اعتراض الجماهير بعد النقاد، ليس على ما قدمته منى من مشاهد اعتبرها البعض جريئة، وإنما لأنها ارتدت ثوبا جديدا في أعمالها السينمائية، خصوصا وأنها تقمصت الهدوء والبراءة خلال عدة أعمال قدمتها منى للسينما والتليفزيون، بعد نجاحها جماهيرياً في مسلسل "الضوء الشارد" الذي قدمت فيه دور المحبة الوفية، فتاة المدينة التي غيرت رغبات نجل الصعيد الفنان "ممدوح عبد العليم" حيث استطاعت أن تحول حدّته إلى حب.

هذه الصورة عن الفنانة منى زكي، التصقت في ذهن النقاد والجماهير واقترنت بإعجابهم برومانسية الشخصية. وهو ما كان سبباً في معاناة منى زكي التي قرروا وضعها في إطار معين لا يمكنها التراجع عنه. ولكنها كسرت القاعدة مع كريم عبد العزيز الذي لا يبالغ في جرأة مشاهده، وإنما يغالي في الفكاهة والكوميديا.

ومنذ أقل من ثلاث سنوات تتردد شائعات داخل الوسط الفني بطلاق منى زكي من أحمد حلمي، عقب كل مشهد يوصف بالجرأة ليخرج أحمد حلمي للصحافة ووسائل الإعلام نافياً خبر الطلاق، ومؤكداً أن زوجته لم تقدم مشاهد ساخنة كما يشير البعض، ولكن هناك وجهة نظر ترى أن عشق الجماهير لبراءتها هو السبب في عدم تقبلهم لها في مشهد قبلة إغراء، مثل التي جسدتها في فيلم "إحكي يا شهرزاد" الذي عرض في الصيف الماضي وأثار ضجة قوية حول دورها الذي نقلها من البراءة الى الجرأة. وكانت تلك تجربة فنية رائدة أشاد بها البعض في حق مخرج العمل الذي نجح في إخراج منى من التقوقع داخل الرومانسية؛ ليؤكد أن لديها مخزونا وقدرة على تجسيد كافة الأدوار مثل باقي نجمات الإغراء. فهي لا تقل أنوثة عن سمية الخشاب وغادة عبد الرازق وعدد من نجمات الإغراء.

أصبح التصنيف أمرا مقلقا للغاية، ويدفع بكثيرات من نجمات الفن الى عدم قبوله، بل ويلوم البعض على عدد منهن لأنهن أقل جرأة في مواجهة نجمات الإغراء قديماً، اللائي كن يتفاخرن بتجسيدهن لأدوار الإغراء التي لم يصل إليها الإغراء. في ذلك الوقت كان لدى الجماهير القدرة على استيعاب الإغراء بالنظرة، فالنجمة هند رستم اشتهرت بنظرتها الساحرة كنجمة إغراء، والفنانة "ناهد شريف" بجمال جسدها، والفنانة "مديحة كامل" أيضا، وكانت سعاد حسني تتدلل بجسدها الذي أشعل مشاهديها، فكانت الفتاة الرومانسية الحالمة ملهِبة المشاعر.. وغيرهن من النجمات اللائي قدمن فنا لم يقمن بالتنصل منه لمدى اقتناعهن بما قدمنه، وذلك على العكس من كثيرات بالوسط يرفضن لقب الإغراء.

وإذا كان الإغراء جزءا من المشهد وضرورة أساسية بالعمل، فلماذا لا يعترفن ويتركن الساحة لنجمات الفن العربيات اللائي يأتين الى مصر للعمل والشهرة، وتقديم عدد من المشاهد الناجحة والجريئة. وذلك في الوقت الذي يصاب فيه عدد كبير من نجمات السينما المصرية بحالة من التشوة ورغبتهن في العودة كما يدّعين إلى الله. اعتبر البعضُ أن عددا منهن يحترف النصب والادعاء على الجمهور، حيث يرغبن في الله وفي الوقت ذاته الشهرة التي مازالت قلوبهن متعلقة بها. والدليل هو عودة كثيرات منهن ورغبتهن بالتمثيل مجددا، وهن محجبات. فيما أصبح يمثل ظاهرة بحاجة للمناقشة والتحليل.

إن نجاح "منى زكي" هو الدافع الحقيقي وراء رغبتها في التنوع، ولديها القدرة على التفرقة بين الأعمال، وكيفية توظيف موهبتها، بعد أن بلغت مرحلة فنية معينة. فهي لن تغامر بما قدمته. وبرغم ما يثار حولها من شائعات، إلا أن شبّاك التذاكر وعناوين الصحف تشير إلى أن فيلم "أولاد العم" الذي فتح عليها نيران الشائعات ناجح جماهيرياً، وينافس فيلم الفنان "محمد هندي" بدور العرض. وهو ما يشعل الشائعات أن منى تقدم خلال ثلاثة أعوام عملين، ووصفهما البعض بالجرأة مع النجم الشاب كريم عبد العزيز بعد فيلم "إحكي يا شهرزاد".. وقد تناقلت صفحات الجرائد أن حلمي بعد أن ضاق بشائعات تؤكد انفصالهما، أعلن أنه معجب بأداء زوجته وأنه لا يعتبر مشاهدها تلك إغراءً.

والعمل الجديد الذي ظهرت فيه منى زكي وأثارت بأدائها ضجيجاً حوله، هو فكرة تدور أحداثها في تل أبيب، وتتوالى الأحداث التي قدمت من قبل بأشكال مختلفة تختلف فيها فقط الدراما الاجتماعية. وإذا كانت منى معروفة برقتها، فالتساؤل ما المانع من رؤيتها في مشاهد اشتهر شريف عرفة مخرج "أولاد العم" بتقديمها؟ كما أن التقوقع الفني ليس ظاهرة إيجابية كما يرى البعض، بل تكاسل يصيب الفنان ويفقده الإبداع.

والشائعات تدفع منى زكي نحو الإصرار على التنوع، بدليل أنها قبلت الدور بعد الهجوم عليها في "إحكي يا شهرزاد". هكذا يرى البعض أن الفتاة الوديعة تتمرد على النقاد والجماهير التي تنتقدها، وتعلي من قيمتها الفنية بدخولهم العمل الجديد. كما ان النقد والشائعات أصبحت ظواهر صحية تلاحق أي نجم، ويتعمد البعض إثارتها لإرباك نجاح النجم أو تراجعه، خصوصا حين تكون نجمة بقيمة منى زكي.

والغريب أن مروّجي تلك الشائعات ليست لديهم حنكة، وعادة ما يلعبون على وتر واحد، هو الشائعات التي تتعلق بحياتها الشخصية. ويرى البعض أن هذه النقطة دليل قاطع على أن منى استفادت من الفترة السابقة التي سادها السكون، وقررت العمل دون الاهتمام بما يطلق عليها من شائعات؛ لتضيف الى رصيدها السينمائي نجاحا مهمّا؛ رغبة منها في اللحاق بزوجها الفنان الشاب "أحمد حلمي" الذي أحدث ضجة في عالم الكوميديا بأدائه، ووجد نفسه في السنوات الأخيرة مجبرا على تغير سلوكياته وأن يكرس كل جهده لنفي شائعات طلاقه من زوجته وأم طفلته النجمة منى زكي، التي ازداد الإقبال عليها بعد رحيل النجمة "حنان ترك" عن أدوارها الجريئة كالتي تمكنت من تقديمها في فيلم "الآخر". وبرغم أن لحنان قالبا خاصا، إلا أنها لم تتلق هجومًا عليها بهذه القسوة، عندما قدمت فيلم الآخر مع النجم الشاب "هاني سلامة".

الفرصة في التنوع ليست قاصرة على منى وحدها، وإنما بالنسبة لكريم عبد العزيز أيضا، وهو الذي يقدم الكوميديا الخفيفة وأدوار شباب البلد، من إفّيهات كالتي يطلقها، وتترك صدًى ناجحا مع الجماهير، كالتي قدمها في فيلم "الباشا تلميذ"، وغيره من أعماله السينمائية.

2 تعليقات

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم

ظ†ظ…ظˆط°ط¬ ط§ظ„ط§طھطµط§ظ„